تقريض، إهداء، تصدير، مقدمة

كتاب الوافي في أحوال آل السيد الصافي "طاب ثراه"


تقريض الكتاب

قرض العلامة الشاعر المرحوم السيد يحيى الصافي كتاب الوافي بقوله:

كتابك عن عبد العزيز ورهطه
  كتاب له أبصارنا تتطلع
فإن بني عبد العزيز جميعهم
  إليه اشرأبوا فهو للآل مرجع

 

وقرضه المحامي الشاعر السيد جواد الصافي بقوله:

كتاب محمود تاريخ وترجمة
  لسادة بهم التاريخ محمود
تخلد الحي منا في صحائفه
  أما الذي مات فهو اليوم مولود

 

كما قرضه العلامة الشاعر السيد محمد حسين الصافي بأرجوزة شعرية قال فيها:

أحسنت صنعاً أيها المحمود
  جزاء ما قمت به الخلود
كتابك الوافي بآل الصافي
  كنز من الغلاف للغلاف
بيانه المشرق لا يجارى
  في عرضه الأحداث والأفكارا
ضمنته تراجما موثقة
  في نبذ من البيان شيقة
حوت رجال العترة المطهرة
  كواكباً تضيء في المشجرة
سلالة من جعفر الخواري
  صافية كأنها الدراري
قد جمعوا علماً وفقها وعمل
  وسيرة مثلى ومضرب المثل
فمنهم حرب على الطغيان
  يذب دون الدين والأوطان
ومنهم أئمة وقادة
  ترفدهم قرائح وقادة
فهم سيوف الحق في الجهاد
  وهم لسان الصدق في النوادي
أيامهم قد طفحت مآثرا
  زانت لديهم ماضيا وحاضرا
فلم تزل تلك الغصون مورقة
  خضراء والأقمار منهم مشرقة
جذورهم إلى الرسول ترجع
  لهم بإذن الله سوف يشفع
قد جاوروا الوصي في وادي النجف
  بذاك زادوا شرفاً على شرف
نشرت عنهم صحفاً مطوية
  بكل خيرا وهدى ثرية
لهم إلى ساح العلى ريادة
  نالوا به المجد أو الشهادة
سعيك كالحج غدا مبرورا
  عدت أبا الشكر به مشكورا

 

وكتب العلامة الدكتور حسين علي محفوظ بعد اطلاعه على مسودة الكتاب يقول:

أحسن الله الى الأخ السيد محمود الصافي فقد شرفني بالإشارة الى اسمي وكرمني باعتماد مقالتي المتواضعة غير مرة. وهو لطف ينعم به علي, وجميل يولينيه.

 

محفوظ


بسم الله وله الحمد

الإهداء

إلى روح والدي العلامة المجاهد المرحوم السيد محمد رضا الصافي باني مجد الأسرة ومجدد رفعتها وإلى روح عمي الحجة السيد محمد أمين الصافي عطر الله مثواه الذي بدأ مشوار الكتابة عن الأسرة وإلى روح المرحومة والدتي التي أرضعتني الشمم ورفيع القيم وإلى أبنائنا ومن سيولد منهم بإذن الله. أهدي هذا السفر ليكون ذكراي بينهم وليحثهم على خدمة الأمة والوطن والأسرة, والعمل على زيادة رفعتها وإعلاء شأنها والله الهادي لسواء السبيل.

المؤلف


تصدير

بقلم العلامة النسابة

الدكتور حسين علي محفوظ

النجف الأشرف, مدينة العلم العظمى, ومدرسة الفقه الكبرى, وجامعة الإسلام العليا, مستقر المراجع الكبار, وقرارة المجتهدين العظام, ومنبت العلماء الفضلاء, ومركز المصنفين المؤلفين. يرتادها الطلاب, وينتجعها الدراس, ويقصدها المريد والمستفيد, والمستزيد.

قامت مدرسة النجف الأخيرة, في أواسط القرن الخامس للهجرة, وطوت تسعة قرون, تلد الأكابر, وتنجب بالفحول في مختلف أقسام المعرفة والعلم.

ومن بيوتاتها الكبار, السادة الأعزاء السروات النبلاء (آل الصافي), وهم أسرة السيد صافي, من ذرية السيد عبد العزيز, عشيرة السيد أحمد الصافي النجفي, من شعراء العصر المشاهير.

أتحفني الأخ الكريم, الشريف الجليل, السيد محمود الصافي, بنسخة من كتابه القيّم (الوافي في أحوال آل السيد الصافي) وهو كتاب بديع, وفى السيد لهذا البيت القديم الكريم, من الفصول والتراجم والأخبار والأشعار, والأوابد والفوائد ما يحتاج اليه في تاريخ النجف, وتاريخ العراق, وتاريخ الاسلإم, وتاريخ العلم. وما يحتاج إليه الناقد في تاريخ الأدب, وما لابد منه من التعرف إلى دور الأسر والرجال, في السياسة والإدارة والحكم, وأثر أولئك في نهضة المجتمع وتقدمه وتطوره.

تعتز الأمة والوطن بمآثر هذا البيت. وما زالت المعالم تشهد بمنزلته العظيمة ومحله الأرفع, في الدنيا والدين.

التاريخ (مرآة الزمان), فليس يصح أن ينسى أهله. وفي كتب التراجم والطبقات والرحلات والمذكرات, ما لابد أن يضاف إلى كتب التاريخ, ويكملها ويتممها.

أنا أدعو الأسر العريقة والبيوت المجيدة أن تحتفظ بوثائقها وتحافظ عليها, وأن تهتم بتدوين تاريخها، وهي أبواب أهملها التاريخ العام, الذي اكتفى بتواريخ الأمم والخلفاء والملوك, ونسي المجتمع, وفاتته أحوال الناس.

أبارك السادة الأشراف هذه النسبة المباركة, والرحم الموصولة, والدرجة الرفيعة, والمنزلة العظيمة, التي أنعم الله عليهم. ومن ذا الذي يرقى إلى فضل العترة أهل البيت, ومن ذا الذي يرتقي هذا المحل الأرفع, وهم (أهل بيت أوجب علينا احترامهم) كما قال أحمد بن حنبل (رض).

قال رسول الله (ص): نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد, ليس منا من لم يرحم صغيرنا, ويوقر كبيرنا, ويعرف حقنا, ومن أكرم أولادي فقد أكرمني, ومن أهانهم فقد أهانني.

وقال (ص): أيها الناس عظموا أهل بيتي في حياتي, ومن بعدي, وأكرموهم وفضلوهم, إني وأهل بيتي طينة طيبة إلى آدم.

هذا وحرمة رحم النبي ثالث حرمات الله الثلاث. إن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببه ونسبه, وإن رحمه موصولة في الدنيا والآخرة, كما قال (ص).

وفي الحديث عنهم عليه السلام: نحن أهل بيت لا يقاس بنا الناس, ما عادانا بيت إلا خرب, وما نبح علينا كلب إلا جرب, لعن الله الداخل فينا من غير نسب, والخارج عنا من سبب.

كتاب (الوافي), كتاب تاريخ وأدب ونسب. فيه من الأخبار  والتواريخ ما لا يستغنى عنه, وفيه من الإفادة والإمتاع ما فيه.

وهو جهد قيم, أباركه, وأبارك له وفيه وعليه. داعياً للأسرة الكريمة العظيمة, بالعزة والعلو والرفعة والمجد, وللمؤلف الأخ الأعز بالسلامة والصحة والعافية والعمر والتسديد والتأييد, وسلامة له ولهم, وسلام عليه وعليهم. مع الأدعية والتحيات والأماني.

 

حسين علي محفوظ

الكاظمية المقدسة

27/9/2001


المقدمة

(( يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنَّ الله خبير عليم))

وصلى الله على النبي العربي القائل أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر مالك بن النظر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما فأخرجت من بين أبوي فلن يصيبني شيء من عهد الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نسباً وخيركم أباً.

بعد حمد الله والتوكل عليه يقول الراجي عفو ربه محمود بن السيد محمد رضا بن السيد علي بن السيد الصافي بن السيد جاسم بن السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد عبد العزيز بن السيد أحمد بن السيد عبد الحسين بن السيد حردان بن السيد حسان بن السيد موسى بن السيد عبد الله بن السيد حسن بن السيد علي بن السيد محفوظ بن السيد ثابت بن السيد موسى بن السيد محمد بن السيد حمدان بن السيد راشد بن السيد ثامر بن السيد موسى بن السيد محطم بن السيد منيع بن السيد سالم بن السيد فاتك بن السيد هاشم بن السيد هشيمه بن السيد هاشم بن السيد فاتك بن السيد علي بن السيد صبره بن السيد موسى العصيم بن السيد علي الخواري بن السيد الحسن الثائر بن السيد جعفر بن الإمام الهمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب عليه وعلى آبائه وأبنائه المعصومين أفضل التحية والسلام.

ليس الباعث على كتابة هذه الرسالة في ترجمة أعلام السادة آل الصافي النجفي ((فرع أسرة الإمام السيد عبد العزيز قدس سره)) مباهلة في حسب أو نسب ولا مباهاة بجاه أو نشب حيث أغنانا الله عز شأنه عن هذا وذاك حين شرفنا بنعمة الإسلام وخصنا بقرابة الأئمة الطاهرين ونبيه العربي الكريم القائل ((كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببي ونسبي)) غير أن ما دعاني للكتابة بهذا الشأن أمران:

الأمر الأول: هو أن ما حفل به تاريخ مدينة النجف الأشرف من أمجاد عريضة وما امتازت به من ميزات جذب دينية وعلمية وفكرية أثر مدفن الإمام علي (عليه السلام) فيها وانتقال مدرسته العلمية من الكوفة إليها ثم انتقال المدرسة الدينية والهيئة العلمية لرحابها أثر هجرة الشيخ الطوسي (رضوان الله عليه) إليها سنة 448 هجرية حتى غدت محجة لأهل العلم وطلاب الفضل من كافة البقاع العربية والإسلامية الأمر الذي ميز مجتمعها بميزة خاصة سببها انصهار ثقافات ومعارف أمم شتى في بحر مجتمعها الأمر الذي بكر في إنضاج النزوع القومي والاتجاه الإصلاحي والوطني فيها بالإضافة الى إمدادها للحركة العلمية بأكابر المجتهدين والفقهاء وبالعديد من العلماء والشعراء والسياسيين والوزراء وبمعين لا ينضب من المصلحين وأعلام الوطنية الأشداء، وقد تمخض رحمها فأولد النهضة الأدبية بعد إعسار سببته التيارات الفكرية الفارسية والعثمانية وقد حفظت هذه النهضة المباركة للعربية آدابها وحمتها من موجتي التفريس والتتريك ومن منتدياتها انطلقت الدعوة للتخلص من الحكم العثماني، وآثامه ومن يتسنى له الاطلاع على أدبيات تلك الفترة المنشورة منها والمخطوطة يدرك ما للنجف من أياد بيضاء على العربية وآدابها والعروبة وأمجادها ثم توجت مواقفها تلك بثورتها المعروفة بثورة النجف ثم تهيئتها وقيادتها لحركة الجهاد الوطني الذي أشعل ثورة العراق الكبرى في الثلاثين من حزيران سنة 1920 التي استهدفت تخليص العراق من الحكم البريطاني ثم مساهمتها في ثورة مايس سنة 1941 ثم مباركتها لثورة 14 تموز سنة 1958

الأمر الذي جعلها مقصد المؤرخين والباحثين من أبنائها والآخرين قدماء ومعاصرين وبالرغم من تعدد من كتبوا فيها وأرخو لها فلا تزال بحاجة للكتابة؛ بسبب سعة تاريخها وتعدد أوجهه حيث أن كل ناحية من نواحي تاريخها الوضاء لعله يستغرق المجلدات على أن ما كتب برغم نقصه قد حوى مادة غزيرة لا يستهان بها وبسبب ما أسلفت نرى بين آونة وأخرى اتجاه العديد من الكتاب والمؤرخين المعاصرين للكتابة عنها إتماماً للفائدة وايفاء لهذا التاريخ ما يناسبه من البحث.

وبسبب مشاركة العديد من رجال أسرتنا واعلامها في صنع هذا التاريخ منذ ما يزيد على الثلاثة قرون ولعلاقتهم الوثيقة بتاريخ النجف العلمي والوطني والأدبي حتى يومنا هذا وارتباطهم به فقد قصدني، ولم يزل الكتاب والباحثون كما قصدوا من سلف منا للوقوف على تاريخ الأسرة ورواية أخبارها مما دعاني أن أكتب هذه الرسالة لتكون مرجعاً للطالب وحافظة لتاريخ الأسرة.

الأمر الثاني: تعريف الجيل الجديد, من أبنائنا ومن سيولد منهم بإذن الله بسيرة آبائهم وأعلام أسرتهم وبما سلكوه من سبل الفضل وخدمة الدين وإحياء سننه وبما انتهجوه من مناهج جهادية في سبيل الله وخدمة العلم والأدب وتنجيز استقلال الوطن والدفاع عن مصالحه ومقارعة أعدائه ليدرجوا مدارجهم ويحثوا السير على خطاهم ولتبقى هذه الرسالة ذكراي بينهم، وقد دونت كل ما وصل إلي من أخبار الأسرة وآثارها وأشرت في تراجمهم المخطوطة والمنشورة بكتب التراجم والسير وأسميت رسالتي هذه بـ

((الوافي في أحوال آل السيد الصافي))

طاب ثراه

تم هذا الكتاب في ضحى الثالث من ربيع الثاني سنة 1422 هجرية

TOP