السيد عبد العزيز الصافي

من كتاب الوافي في أحوال آل السيد الصافي "طاب ثراه"


هو المحامي الشهير السيد عبد العزيز بن العلامة المرحوم السيد محمد رضا الصافي. ولد في النجف سنة 1921 وعندما سمحت سنه في القبول في المدارس الابتدائية انخرط فيها وأتمها في سنيها المقررة ثم أكمل الدراستين المتوسطة والإعدادية في النجف ثم دخل دورة تربوية عين بعد تخرجه منها معلماً في الحيرة والمشخاب والنجف وقد دفعه طموحه إلى إكمال الدراسة العليا فقبل في كلية الحقوق وتخرج منها سنة 1949 عين على أثرها مديراً للمدرسة الإصلاحية التي تديرها وزارة الشؤون الاجتماعية ثم تنقل في عدة وظائف مهمة في ديوان الوزارة المذكورة ثم آثر الاستقالة واتجه لمزاولة المحاماة فكان من المحامين النابهين الذين يشار إليهم في سوح القضاء وهو بالإضافة إلى تضلعه وتعمقه في دراسة القوانين والتعليق عليها فإن ما يميزه إنه محدث بليغ ومن المحدثين المثقفين ثقافة عامة واسعة وقد استهوته دراسة التاريخ الإسلامي فتعمق فيها حتى غدا رأيه حجة فيها ولم تقعد سيدنا المترجم أنشطته الثقافية عن المشاركة السياسية في العمل القومي مع فريق الأستاذ زكي جميل حافظ القومي وقد انتدبته نقابة المحامين مع عدد من المحامين القوميين بالسفر إلى عدن وتولي الدفاع عن قادة العمل القومي الذين أعتقلتهم سلطات الاحتلال قبل استقلال اليمن الجنوبي فقاموا بهذه المهمة على أحسن وجه كفل إطلاق سراح غالبية الموقوفين ومن اهتماماته الأدبية تذوق الشعر الذي يحفظ منه الكثير كما أنه مقل في نظم الشعر ولم ينشر شيئاً من نظمه أو يحتفظ به حسبما أعلمني بذلك.


إنتقل إلى رحمة الله في بغداد بتاريخ 30/8/2001 أثر مرض عضال. وشيع جثمانه في موكب مهيب إلى النجف وبعد إجراء مراسيم الصلاة على روحه ووري جثمانه الثرى في مقبرة الأسرة. وقد أقيمت الفاتحة على روحه الطاهرة في بغداد لمدة ثلاثة أيام, وقد حضر مجلس الفاتحة السيد رئيس ديوان الرئاسة الأستاذ أحمد حسين ممثلاً عن السيد رئيس الجمهورية وقد تليت مواساة السيد الرئيس (حفظه الله ورعاه) لأسرة الفقيد وأخوانه في مجلس الفاتحة التي حضرها العديد من السادة أعضاء مجلس قيادة الثورة والوزراء والعلماء وكبار المسؤولين ورؤساء العشائر في كافة محافظات الفرات الأوسط وبغداد, وقد رثاه السيد جواد الصافي بقوله من قصيدة له:

أحاط بنا الحتف حتماً وحف   ونحن لمرماه صرنا الهدف
فصبراً على حكمه إن أتى   بوعد له أو أتى في صدف
فكم فرقتنا رياح المنون   إذا ما الزمان بها قد عصف
وكم خطفت من عزيز لنا   يد الموت إذا لم يعد مختطف
وكم آهة بالأسى أطلقت   وطرفا بها أدمعاً قد ذرف

 

وجئنا نعزي لعبد العزيز   رفاقاً أحبوه صفاً فصف
ونحن نواسي علياً به   وأخوته في هوى مزدلف

 

وأرخ وفاته بقوله:

عبد العزيز وقد تملك من ابا   نفس ومن عز الحياة كنوزا
زده اثنين معزيا ومؤرخا   (فلقد قضى عبد العزيز عزيزا)

سنة 1422

السيد عبد العزيز الصافي

المتولد سنة 1921 ميلادية
المتوفى سنة 2001 ميلادية

TOP