هو أبو سمير السيد جواد بن العلامة المرحوم السيد نعمة الصافي ولد في النجف سنة 1931 ونشأ فيها, درس في مدرسة السلام الأبتدائية ولم يكمل الصف السادس فيها إذ تحول في دراسته إلى مدرسة منتدى النشر الدينية وتخرج منها. أشغل أمانة مكتبة أهلية عامة في النجف وذلك خلال سنة 1951- 1955 الأمر الذي مكنه من مطالعة عيون الكتب والإفادة منها فنمت ثقافته العامة وفي أثناء تلك الفترة شارك بأمتحان الدراسة الأبتدائية بصفة طالب خارجي فأجتازها بنجاح وسجل في متوسطة النجف وأنتقل إلى الكاظمية فأكمل الدراسة المتوسطة والإعدادية في مدارس بيوت الأمة المسائية في الكاظمية حيث تخرج منها سنة 1958 مع عمله في النهار بأحد المحلات التجارية الأهلية كمحاسب ليستعين على أمور معيشته وبعد قيام ثورة 14 تموز عام 1958 فسح المجال أمامه للقبول في كلية الحقوق فأنتسب إليها وأكملها بنجاح في سنيها المقررة وبعد تخرجه التحق في كلية الضباط الأحتياط لأداء الخدمة العسكرية وتخرج منها برتبة ضابط ملازم وشاءت الظروف أن يستمر في هذه الخدمة حتى وصل إلى رتبة مقدم وأحيل على التقاعد لبلوغه السن القانوني لهذه الرتبة في 15/ 11/ 1980 وبعد إحالته على التقاعد مارس المحاماة مدة عام واحد ثم أتجه للأعمال الحرة ويستغل وقت فراغه من العمل في كتاباته الشعرية التي هي هوايته المفضلة التي رافقته وهو في السن السادسة عشرة من عمره.
آثاره:
له خمسة مجاميع شعرية خطية من بينها ملحمتان شعريتان أولاهما بعنوان (رحلة إلى القمر) سنة 1950 وقصة كربلاء 1989 وكل منها تزيد على مائتي بيت من الشعر وقد نوه عن الملحمة الأولى المرحوم الشيخ علي الخاقاني في موسوعته شعراء الغري الجزء السابع الذي تضمن ترجمة وافية له ونشر الكثير من شعره ونماذج مزدوجاته كما نشرت له الكثير من الصحف والمجلات العديد من قصائده أمثال مجلة البذرة وصحيفة الهاتف واليقظة والزمان ومجلة العرفان اللبنانية وغيرها تزوج سنة 1960 وأعقب ثلاثة أولاد أكبرهم السيد سمير وقد تخرج من كلية الإدارة والأقتصاد وله هواية جيدة في الرسم التشكيلي والسيد منير قد أكمل الجامعة التكنولوجية ثم حصل على الماجستير في هندسة الميكانيك والسيد صادق قد أكمل معهد الإدارة وجميعهم يمارسون الآن الأعمال التجارية الحرة.
وفاته:
أنتقل إلى جوار ربه بتاريخ (20/5/2009م) أثر نوبة قلبية عن عمر قضاه في الجد والسعي إلى العلى وخدمة الأسرة والأدب وكان لوفاته رنة حزن وأسى في قلوب آله وعارفي فضله وأدبهِ وقد دُفن في مقبرة الأسرة في النجف الأشرف.
نماذج من شعره
أرق الراح يا مدير الراح | واسقنا الخمر من ثغور الملاح | |
قد عشقنا الرضاب من ثغر ليلى | وسئمنا الصهباء في الأقداح | |
من أراد الحياة تحلو مذاقا | لم تشبها مرارة الأتراح | |
فليروي غليله من ثغور | فضلت راحها على كل راح | |
نحن فوق الثغور نمتص شهدا | مثل نحل يمتص ثغر الأقاح | |
من يمص الشفاه رشفاً فرشفاً | فهو يزري باللؤلؤ اللماح |
ومن أراجيزه أرجوزة بعنوان ((أرجوزة آل الصافي))
لنا أنتساب للإمام الكاظم | من عالم إلى أديب عالم | |
ومن محام في القضاء بارع | ومن طبيب وإلى مزارع | |
وتاجر وحاذق في الهندسة | وطالب مجتهد في المدرسة | |
ومن وزير وزعيم ثائر | إلى فقيه ورقيق شاعر | |
ومنهم كان وزير العدل | حقق أقوالاً له بالفعل | |
وللمحامين غدا نقيبا | وكان فذاً ساعياً دؤوبا | |
من آل صافي في رحاب النجف | سادة مجد أصفياء الشرف | |
قد رحلوا قدماً من (الحجاز) | (للبصرة) الميناء في أجتياز | |
وبعض إخوانهم (المحمرة) | مقامهم كانت هي المقدرة | |
يدعون آل (شوكة) الأخيار | لهم بها في كرم أخبار | |
وأخوة جاءوا إلى العمارة | آل (بخات) هم وفي جداره | |
وآخرون سكنوا في (نينوى) | تلعفر مقرهم والمحتوى | |
وفي الغري أحمد جد لنا | يختار بدا موطناً ومسكناً | |
من موطن البصرة قد جاء ومن | (جبيلة) له بها كان الوطن | |
وأبنه قد جاء في أصطحابه | (عبد العزيز) خير أبن نابه | |
وجاء للغري إذ حل به | عبد العزيز وهو من طلابه | |
العالم الشهير والجليل | له أياد في العلى تطول | |
أحفاده سلسلة من ذهب | قد نسلوا من كل شهم وأبي | |
فلأبنه (أحمد) ذا (محمد) | حفيده المؤيد الممجد | |
وبعده (القاسم) إذ يوافي | أبا جليلاً للحسيب الصافي | |
والصافي هذا سيد العشيرة | وأصبحت بذكره شهيرة | |
أبناؤه من بعده أثنان | هما بأفق المجد فرقدان | |
(محمد) يعضده (علي) | كل إلى شقيقه وفي | |
كان إلى (علي) الأبناء | أربعة بالود أصفياء | |
(الهادي) و (الأمين) والشهم (الرضا) | و (أحمد) في عالم الشعر أضا | |
أما أخو علي (المحمد) | فولده ثلاثة تعتمد | |
(فجعفراً) ثم يليه (نعمة) | وبعده (الوهاب) ذو التتمة | |
إلى هنا وقد قضى الجميع | رجال دين وانطفت شموع | |
لهم بآل البيت أرفع النسب | قد جمعوا ما بين دين وأدب | |
لهم تحايا بالعطور نافحة | كما لهم تحق منا الفاتحة |
وله معارضاً قصيدة ((يا ليل الحب)) قوله:
معسول الثغر منضده | وجميل الخد مورده | |
ورقيق الشعر مذهبه | أنفاس الحب تهدهده | |
ولطيف الأسم وكم يحلو | في ثغر الصب تردده | |
يا من أصبحت لنا صنماً | للحسن وصرنا نعبده | |
السحر بطرفك منبعه | والشهد بثغرك مورده | |
والدر شفاهك مكمنه | والحسن بخدك مولده | |
ما أحلى مبسمك الزاهي | أزهار الروضة حسده | |
فأبسم كي تسعد قلب الواله | إن البسمة تسعده | |
إن كان اللحظ يجرحه | فرضاب الثغر يضمده | |
لا صبر على السهر المضني | ففؤادي ذاب تجلده | |
دنف قد أمسى منفردا | ونذير الموت يهدده | |
وعليل الجسم يمرضه | هم وشجون عوده | |
فأرفق بالصب برشف | لماك لعل الرشفة تنجده | |
فمتاع الصب ومنيته | رشف عذب يتزوده | |
أقسمت بحبك والعشاق | تقدسه وتمجده | |
إني والهم يضاجعني | (حيران الطرف مسهده) | |
عجباً لليل يقصره | وصل والهجر يمدده | |
ما أطول ليلي في هجر | فالصبح تأخر موعده | |
فضجرت ورحت أسائله | (يا ليل الحب متى غده) |