ترجمه صاحب موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين في الجزء الثالث من موسوعته فقال: محمود بن السيد محمد رضا الصافي (وكان والده أحد قادة الثورة العراقية الكبرى سنة 1920) ولد في النجف وفيها تعلم ونشأ نشأة علمية على نهج آبائه. مارس العمل القومي منذ بداية الخمسينات أسس ورأس الجبهة المساندة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في النجف ورأس جمعية الدفاع عن عروبة الخليج العربي في النجف كما أسس ورأس الهيئة الإدارية لنادي التضامن الرياضي في النجف وكان عضواً في الهيئة الإدارية لجمعية الرابطة الأدبية في النجف لعدة دورات حتى حلها وأنتخب رئيساً لنادي الغري للموظفين في النجف. وهو باحث. شاعر مقل في نظمه. عين مديراً لبلدية النجف ثم مديراً لبلديات محافظة النجف أثر أستحداثها ثم قائمقاماً لقضاء النجف. ثم أستقال من وظيفته وأتجه للعمل الزراعي ومتفرغاً إلى البحث والتأليف ومن مؤلفاته ((الوافي في أحوال آل الصافي)) كما نشر العديد من المقالات في الصحف العراقية ذكره مؤرخون محليون. وترجمه السيد حسين السيد علي أبو سعيدة الموسوي في الجزء الثالث من كتابه الموسوم (المشجر الوافي في السلسلة الموسوية). فقال السيد محمود بن السيد محمد رضا الصافي كاتب أديب مقل في نظم الشعر ولد بالنجف سنة 1354هـ وبها نشأ في حجر والده وتعلم في المدارس النظامية أسس ورأس الجبهة المساندة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني ((فتح)) وأيضاً اسس ورأس جمعية الدفاع عن عروبة الخليج في النجف. شغل عدة وظائف هي مديراً لبلدية النجف ومديراً لبلديات محافظة النجف ثم قائمقاماً لقضاء النجف بعدها أحيل على التقاعد بناء على طلبه وهو حالياً يمارس الزراعة وهو من الوجوه اللامعة وعنوان أسرته في النجف.
وأثر تعيينه قائمقاماً لقضاء النجف كتبت عنه جريدة العدل النجفية تقول: تلقى أبناء النجف الأشرف نبأ تعيين السيد الصافي قائمقاماً لقضاء النجف ببالغ الفرح والسرور لما عرف من السيد محمود الصافي من تكامل في الشخصية بكل ما تعني هذه الكلمة من معاني حيث كان للبيئة التي نشا فيها الأثر الكبير في تكامل شخصيته بالإضافة إلى مواهبه وفطنته فأبوه العلامة المجاهد السيد محمد رضا الصافي من ألمع المجاهدين واول من بكر في الدعوة إلى الثورة العراقية الكبرى عام 1920 وجعل داره مركزاً من مراكز الثورة التي شهدت أول اجتماع ضمه والسيد علوان الياسري والحجة الشيخ عبد الكريم الجزائري كما هو معروف وموثق في جميع الكتب التي أرخت للثورة. وأعمامه شاعر العرب الأكبر السيد أحمد الصافي النجفي وحجة الإسلام السيد محمد أمين الصافي والعلامة المقدس السيد هادي الصافي رحمهم الله جميعاً. وأخوانه الدكتور علي الصافي والمحامون السيد حسين الصافي والسيد عبد العزيز الصافي والسيد فاتك الصافي الذين جعلوا من خدمة الوطن. مسابقة فيما بينهم فكان ما تبوءوه من مناصب عليا ومكانة مرموقة وما أدوه من خدمة للوطن جدير بالفخر والتقدير كما هو معروف للجميع. ولا غرابة لمن ينشأ في هذه البيئة الوطنية والعلمية والأدبية والسياسية أن ينشأ نشأة متكاملة الشخصية كما أسلفنا وهو اليوم وجه أسرته وعنوانها في النجف ومن مزايا صديقنا الصافي وهي كثيرة ما عرف به من عفة في اليد واللسان ونزاهة في الضمير والعمل حقق من خلالها أهم المشاريع العمرانية لمدينته المقدسة طيلة مدة إدارته لبلدية النجف وهو بالإضافة إلى ذلك فإنه محدث من الله عليه بإجادة صنعة الحديث العذب فإذا تحدث فحديثه بليغ يلفت الأنظار لما يشتمل عليه من شواهد أدبية وآيات قرآنية وأمثلة أجتماعية توحي لمستمعه بأنه من أدباء النجف الغيارى على الأدب ومن أنبه أبناء حوزتها غيرة على الدين إلا أنه أعتمر عمته في قلبه فهو نموذج طيب لأبناء أسر النجف الكريمة وأبناً باراً للنجف وابنائها فمرحباً بمقدمه الميمون وتعيينه المبارك قائمقاماً لمدينته والله نسأل أن يكلل بالنجاح مساعيه كما عودنا ذلك ولقد احسن صديقنا العلامة الشاعر الخطيب السيد جواد شبر حين هزه فرحاً تعيين السيد الصافي بمنصبه الجديد فقال مؤرخاً:
تعيين محمود ارتاحت النفوس | له والصافي يرويها | |
فللرئيس الشكر إذا أسند | المناصب الكبرى لأهليها | |
لذا أتى تاريخه (زاهيا | لا زلت تعطي القوس باريها) |
سنة 1397هـ
كما حياه وارخ تعيينه العلامة الشاعر السيد علي بدر الدين بقوله:
أأخي ما ذاك اللوى المعقود | إلا جناحكم والأصول شهود | |
أأخي هاتيك المناصب شعلة | من صبحكم ولصبحكم ستعود | |
أأخي نحن الناصبون على الهدى | خيماتنا نهب العلى ونجود | |
ولنحن نحن الباذلون إذا استوت | كرسينا ولغيرنا العنقود | |
أأخي عرس الشامخين تزفه | عزماتهم لا منصب وحدود | |
فلطالما فاق المناصب طامح | ولطالما اجترح الزمان مجيد | |
ولأنت من نطف تكفلها السنى | فسمت وخاصرها العلى والجود | |
فإن اعتليت فقد علت بك همة | وإن انتحيت فما جفتك جهود | |
ومناك للعلياء فجر وقدها | نسغ بأسباب الهدى مشدود | |
وصداك في التاريخ (عمَ مردداً | سعد الغري وسعده محمود) |
سنة 1977م
وهواك للخيرات ضج مؤرخا | (أم الغري بحبه محمود) |
سنة 1397هـ
وأثر تعيينه رئيساً لبلدية النجف هنأه صديقه الشاعر المرحوم عبد الهادي الجواهري بقوله:
بلدي بمحمود زها | حين اعتلى طفف الرئاسة | |
جلى بميدان النزاهة | والوجاهة والكياسة | |
أعلى الرضاء بنائه | والمجد قد أرسى أساسه | |
وأخوة شرفت أخاء | للعلى شدت مراسه | |
فبآل صافي الأكرمين | للناس قد صدقت فراسه | |
هذا الغري وأهله | لله يدعون التماسه | |
حقق به الأمل البعيد | وللرجا نمي غراسه |
أشعاره:
ومن شعره ما قاله في أبناء أخويه السيد حسين والسيد فاتك أثناء تعرضهم للسجن والتشريد بسبب مواقفهم القومية والوطنية قوله:
أحنوا على صخر وألثم مصعبا | ولكم رعيتهما فكنت لهم أبا | |
وأضم فوازا لقلبي إنه | من دوحتي غصن أبوه تغربا | |
وأشم شعلاناً فأنشق عطره | فكأنني استنشقت أشذاء الربى | |
هم سلوتي في ذي الحياة وهم بها | أملي بما أهوى إذا أملي صبا | |
زغب الحواصل من عيوني درهم | أنا ضرعهم ولغيرهم لن أحلبا | |
سأظل أرعاهم بعين أبوة | أرضعهم شمماً وأسقيهم إبا | |
أفطمهم عن كل ما يصم الفتى | اغذوهم فهماً ليخدم يعربا |
ويمضي النسابة المؤرخ السيد حسين أبو سعيدة في ترجمته فيقول:
له عدة آثار خطية هي: بلدية النجف في أمسها ويومها وغدها وهذه الدراسة تناولت أحوال هذه المدينة المقدسة وقد أعتبرها يبحث عنها مصدراً وله كتاب الوافي في أحوال آل الصافي وهذا البحث أطلعت عليه وأخذت عنه ورمزت له بـ(فصم) وإني أأمل أن يكون مصدراً هاماً كما هو حال الوجيز. وله أيضاً كتابات في مواضيع شتى نشر بعضها في الصحف والمجلات المحلية والقي الآخر في المحافل النجفية ولا زال السيد محمود يواصل البحث وتتبع آثار أجداده وآبائه يرحمهم الله.
وجاء في ترجمته في كتاب النجف الأشرف أدباؤها. كتابها ومؤرخوها في صفحة 400 ما يلي:
ولد الأستاذ السيد محمود بن العلامة المجاهد السيد محمد رضا الصافي في عام 1353هـ الموافق 1934م نشأ في بيت علمي ديني أشتهر بالأدب والفضل والجهاد في سبيل الله. لهذا البيت شأن وأعتبار وسمعة وأفتخار وله ذكر خالد وسمعة باقية. كاتب. باحث وشاعر متمكن.
كان ولا يزال السيد محمود الصافي مرموقاً بعين التكريم والأكبار وقد أمتاز بالسكون والهدوء وسيماء الوقار وحسن الهيئة. له إلمام في التاريخ لا سيما تاريخ أسرته وأجداده. ملك قلوب مريديه بعذوبة كلامه وجميل سيرته. محترم الجانب مرعي الحرمة تقدره جميع الطبقات لما إنفرد به من غر الخصال وحسن الخلق ولين العريكة ولم يحمل في قلبه غلاً لأحد.
أعماله:
ثم أنتخب أميناً عاماً لرابطة تحالف قبائل محافظة النجف. آل فتلة. آل إبراهيم. آل شبل. بني حسن. الغزالات.
مؤلفاته:
أثاره المخطوطة
ذكريات ولقطات.