هو حجة الاسلام السيد محمد حسن بن الحجة المرحوم السيد حسن طاب ثراه جاء في ترجمته في الجزء الثالث من موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين ما يلي:
السيد محمد حسن الصافي عالم مجتهد مستنبط في الفقه والمواريث وهو ابن الحجة السيد حسن بن السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد عبد العزيز وهو من أسرة آل الصافي العربية العلوية العريقة. درس مرحلة المقدمات على أركان أسرته وتتلمذ بالمنطق على السيد محسن الحكيم وبالبيان والمعاني على الشيخ محمد حسن المظفر والأصول والفقه على السيد حسين الحمامي وحضر درس الخارج على السيد ابو الحسن الموسوي واجيز من قبل هؤلاء الأعلام.
عمل مرشداً فقهياً في أبي الخصيب بمحافظة البصرة وتخرج عليه جمهرة من الأفاضل له مؤلف في علم المنطق وكتاب الأخلاق وله أيضاً تعليقات على رسائل أساتذته وكان أقرب إلى عمود الشعر في المدرسة الشعرية النجفية وله شعر وتشطيرات وتخميسات كثيرة و كان مشهوراً بورعه وزهده ومصلحاً اجتماعياً هدفه توحيد الكلمة.
أقول كما حضر درس الخارج في الفقه على آية الله الميرزا حسين النائيني وآية الله السيد أبو الحسن الموسوي وقد كان المترجم موضع ثقة أستاذه السيد أبو الحسن والمقربين اليه وبطلب منه سافر الى أبي الخصيب وأقام هناك علماً للإرشاد ومرجعاً للشؤون الدينية والمصالح العامة وقد كان شديد الحرص على جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم وقد اشتهر بتضلعه بالعربية وآدابها وله كثير من التعاليق على كتبها وكذلك في علم المنطق وكتبه وله مختصر في علم الأخلاق وكلها لم تطبع ويحتفظ بها ابنه العلامة الفاضل السيد موسى وقد نظم الشعر في كثير من المناسبات في آل البيت عليهم السلام ومن آثاره بنائه حسينية أبي الخصيب في كربلاء حيث تم بنائها بمساعيه وتحت اشرافه. كتبت عنه جريدة الرأي تحت عنوان (( عمائم لها تاريخ)) تقول السيد محمد حسن الصافي كان يردد في مجالسه العلمية مقولة (الوطن كلمة موحدة) وعمل بها تلميذاً ثم أستاذاً ثم مرجعية للإرشاد والهداية كان جمهور واسع يأخذ بآرائه وجمهور وجده على استقامة متكاملة في سيرة الدين أو سيرة التدريس وما زالت قلوب مقلديه مشدودة الى روحه ولد عام 1892 في النجف وتوفى 1973 في النجف ومنذ الثانية عشرة ضم الى حلقة العلم وعبر عشرين سنة اجتاز المراحل الدراسية الثلاث في الحوزة العلمية بالنجف وكان من أساتذته محمد حسن المظفر والعلامة السيد حسين الحمامي وهما من أعلام الاجتهاد في المدرسة النجفية ومنح الإجازة العلمية لعدة اختصاصات. هو السيد محمد حسن بن السيد حسن بن السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد عبد العزيز واشتهرت أسرته باسم الأخير إذ كان متبحراً في علومه وآدابه ثم اشتهرت باسم (الصافي) أحد أجداده القريبين وهم سادة موسوية سكنوا البصرة وقسم منها نزح الى النجف للدراسة العلمية فرسخ كيانهم وصاروا عشيرة علوية جليلة القدر عمل فترة في أبي الخصيب فأجهد طاقته في إصلاح النفوس وإصلاح ذات البين وأسس علاقات اجتماعية قائمة على الرضا والقناعة فتخرج في وعظة جمهور واسع وكان واسع الصبر في رسالته الاجتماعية لا يتردد في أي شيء فيه إصلاح الذات أو إصلاح المجتمع ومن علائم شهرته ان الناس مازالوا يذكرون زهده وتقشفه وطهر إيمانه وقد كان صورة نقية للرجل النبيل الذي يسعى للخير العام وتكريس فكرة التفائل والحياة الحرة وفي مدينة أبي الخصيب ترك أطيافه تشع في كل أركان المدينة وكان إلى جانب وعظه الفقهي شاعراً وتشطيره وتخميسه في كتاب لم يطبع وأنشد لمناسبة وارتجل في محفل إلا إنه في تقليدية شعر العلماء تحرج ورتابة ومواعظ واشتهر في تـأليف الكتب في علم المنطق وكذلك بحث في الناموس الاجتماعي وأصدر فيه كتاباً اسمه الأخلاق وكان يرجع اليه في مسألة المواريث في الحقوق الشخصية وكان قد درسها في شبابه عند المجتهد السيد أبي الحسن الموسوي ومن تشطيراته تشطيره لأبيات للشافعي يقول فيها:
ان الولاية لا تدوم لواحد | إن كنت تنكر ذا فأين الأول | |
فاجعل من الذكر الجميل صنائعا | فإذا عزلت فإنها لا تعزل |
وقد شطرها رحمه الله بقوله:
ان الولاية لا تدوم لواحد | فاعدل بها إن كنت ممن يعقل | |
لم يبق للإنسان غير حديثه | إن كنت تنكر ذا فأين الاول | |
فاجعل من الذكر الجميل صنائعا |
في ناصع التاريخ عنك تسجل | |
واختر لها عز التواضع مركزا | فإذا عزلت فإنها لا تعزل |
ومن نماذج شعره القصيدة التالية في مدح الرسول الأعظم والصديقة فاطمة الزهراء (ع):
فكر يا سعد بمن تهواه | فعقبى الفوز لمن فكر | |
واصحب ما عشت أخا ثقة | لتنال به الخير الأوفر | |
بادر بالسعي لنصر الله | فنصر الله به تنصر | |
والي بالصدق ابا حسن | وأخلص بالود الى حيدر | |
نمق بمديح أبي الزهراء | مدح الكرار أبي شبر | |
من أرسل للثقلين هدى | ولألطاف الباري مظهر | |
من صاغ الله له ذاتا | سر الملكوت بها أظهر | |
صيغت من معدن الطافِ | فتعالى الخالق اذ صور | |
وابدأ بالمدح لبضعته | العذرا ذات النور الأزهر | |
وانشر من طيب مناقبها | واختم فهي المسك الأذف | |
بنت المختار حليلة من | يسقي من والاه الكوثر | |
أم الحسنين ولولاهم | ما كان الدين ولم يذكر |
انتقل إلى جوار ربه في مستشفى ابن سينا ببغداد اثر مرض لم يمهله طويلاً وشيع جثمانه إلى مثواه الأخير في النجف الأشرف بموكب مهيب وعند وصوله النجف كان يوم تشييعه من أيامها المشهودة حث تقدم جنازته أهل العلم والوجوه من أركان الحوزة وبعد اكتمال مراسيم الصلاة على روحه دفن في مقبرة الأسرة بوادي السلام وقد أقيمت فاتحة على روحه من قبل أسرته في النجف وبغداد كما أقام مجالس الفاتحة على روحه حجج الاسلام السيد أبو القاسم الخوئي والسيد الشاهرودي والشيخ علي كاشف الغطاء واهالي مدينة الأمين ببغداد وأهالي مدينة أبي الخصيب وقد جعل رحمه الله ابنه العلامة السيد موسى وصياً عليه والسيد محمود بن المرحوم السيد محمد رضا الصافي ناظراً على تنفيذ وصيته وقد أعقب أولاده السيد عبد الكريم والسيد موسى والسيد محمد تقي.