السيد محمد موسى الصافي

من كتاب الوافي في أحوال آل السيد الصافي "طاب ثراه"


هو أبو نزار السيد محمد موسى بن المرحوم السيد محمد جعفر الصافي طاب ثراه.

كتب رحمه الله ترجمته بيده وها أنا أنقل نصها حيث قال:

ولدت في النجف الأشرف سنة 1909 وترعرعت مرعياً برعاية والدي رحمه الله وبعد أن أكملت تعلم القراءة والكتابة عند الكتاب درست بادئ الأمر النحو والصرف والمعاني والبيان وشيئاً من المنطق على عدة مشايخ منهم العلامة المرحوم الشيخ قاسم محي الدين وكنت أقرأ على والدي في أكثر الليالي كتاب نهج البلاغة شرح ابن أبي الحديد أو أمالي السيد المرتضى وكان يبين لي ما صعب أو غمض وما يتعذر علي فهمه في حينه وبعد ذلك دخلت المدارس الحديثة وأكملت الدراسة الثانوية. وهنا لا بد لي من الاعتراف بأن ما أفدت منه كثيراً وكان له أكبر الأثر في وجهتي الأدبية وتوسيع مداركي في شتى شؤون الحياة هو ملازمتي لديوان خالي المرحوم السيد محمد رضا حيث كانت تعقد كل يوم في الديوان المذكور المناظرات والقراءات الشعرية حيث يجتمع كبار رجال العلم والأدب والسياسة وتبحث في هذه الندوة قضايا الفقه واللغة والتأريخ ويشتد النقاش ولا ينتهي في أحيان كثيرة إلا بالرجوع إلى المصادر التي يطلب إلي إحضارها من مكتبة خالي الخاصة وكانت من المكتبات العامرة بالكتب القيمة في جميع المواضيع. اللغة, التاريخ, السير, الأدب, الفقه, السياسة, وسواها من العلوم وفيها بالإضافة لذلك الكتب الخطية النادرة وفي الحق لم يكن ذلك الديوان إلا منتدى تلتقي فيه العقول النيرة ولا أذكر ان إحدى الليالي خلت من الخوض في القضايا السياسية وبحث مستقبل البلد إلا نادراً فقد كانت دار خالي وندوته مركزاً لها في النجف وبعد إكمالي الدراسة الإعدادية عينت موظفاً في إدارة البريد والبرق وتنقلت في عدة مدن كان آخرها النجف حيث طلبت إحالتي على التقاعد وعدت إلى الانصراف للمطالعة ونظم الشعر.

وقد انتقل السيد المترجم إلى جوار ربه بعد مرض عضال بتاريخ 19/7/1983 وبعد تشييعه بما يليق به والصلاة عليه ووري جثمانه الثرى في مقبرة الأسرة.

ومن آثاره ديوان شعره محفوظاَ لدى أبناءه وقد أعقب أولاده المرحوم السيد نزار والمهندس خليل والمرحوم السيد ابراهيم وفي أدناه نموذج من شعره حيث قال في قصيدة له بعنوان حرب تشرين ودروسها:

يا بني يعرب الكرام الأماجد   إن هذي الحياة ليست لقاعد
إنها حلبة وميدان حرب   فاز فيها مكافح ومجاهد
فالجبان الرعديد لا خير فيه   أترى يستوي ومغوار صامد
حرب تشرين لقنتنا دروسا   وحبتنا مفاخرا ومحامد
علمتنا أن لا نصيخ لقول   جاء خصم به لدود وحاقد
علمتنا أن الحياة لشعب   مستكين وعاش شعب يجالد
وكذا كان شعبنا خير شعب   لا يهاب الردى وفي الحرب مارد
وبنوه أسود غاب كماة   بأصول تنمى لعمر وخالد
وبنو يعرب وفي كل قطر   وحدتهم أهدافهم والمقاصد
وبأن الحياة في جمع شمل   لهم لا يفرقه حاجز وتباعد
عبر هذه فهلا نعيها   فننجي البلاد مما تكابد
حرب تشرين والحديث شجون   قد زرعنا والخصم أصبح حاصد
ومن الرافدين أسرع جيش   وبأمر من قائد خير قائد
هب يحمي أرض الشام ومصر   ولإنقاذها قد كان خير مساعد
فدمشق من الغزاة حمتها   فتية كالأسود سمر السواعد
ونسور لاقت بغاثاً بسيناء   ودكت معاقلاً وقواعد
لهم في عمورية قبل هذا   شاهد في اللقاء أصدق شاهد

السيد محمد موسى الصافي

المتولد سنة 1909 ميلادية
المتوفى سنة 1983 ميلادية

TOP