العلامة السيد محمد بن السيد الصافي

من كتاب الوافي في أحوال آل السيد الصافي "طاب ثراه"


هو العلامة المقدس السيد محمد بن السيد الصافي بن السيد جاسم بن السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد عبد العزيز كان من العلماء والصلحاء والفضلاء النبلاء ترجمه العلامة السيد محسن الأمين العاملي في كتابه الأعيان فقال بلغ العلامة المرحوم السيد محمد مبلغاً عظيماً من العلم والفضل والأدب وكان ثقة ورعاً ناسكاً عابداً متهجداً شاعراً لم أكد أعثر له من شعر على غير تمجيد الله ومدح النبي (ص) وأهل بيته وله شعر في الحماسة والفخر بآبائه ومجد أسرته.


كانت ندوة العلامة السيد محمد من ندوات النجف العلمية والأدبية الشهيرة وكانت تبتدأ بعد صلاة الغروب من كل يوم وتنتهي في وقت متأخر من الليل. يقول الحجة المرحوم الشيخ محمد جواد الجزائري في ديوانه ((ديوان الجزائري)) كنت أقصد ندوة المرحوم السيد محمد الصافي وكنت أبقى ضمن جماعة من العلماء والأدباء بعد انتهاء مجلس التعزية المكرس لذكرى الحسين (ع) وصادف أن أراد السيد صاحب المجلس اختبار أولاده فيما بلغوه من مرتبة حسن الخط فطلب من الجالسين أن يكتبوا تباعاً في ورقة ليقيسها مع كتابة أولاده فقام أحد الجالسين وكان ممن يحقد على الشيخ الجزائري وأخذ ورقة ودار بها على الحاضرين فردا فردا وهم يكتبون حتى اذا بلغ الشيخ تجاوزه عمداً وحين انتهت دورة الجالسين وقدمت الورقة للسيد صاحب المجلس فنظر فيها ولم يجد خط الشيخ الجزائري فسأل عن السبب مستغرباً وأعاد الورقة فقدمت للشيخ فكتب في المكان الخالي البيت التالي:

وخطي دون خطكمو ولكن   كمال المرء ليس بما يخط

 

فاستحسنه السيد والحاضرون وفي أثناء الجلسة نظم السيد محمد تشطيرا للبيت كما نظم أخوه حجة الاسلام السيد علي تخميساً له وتشطير السيد محمد هو:

وخطي دون خطكموا ولكن   حططت بحيث أهل الفضل حطوا
وجزتهم وقلت لهم رويدا   كمال المرء ليس بما يخط

 

كما خمسه حفيد السيد محمد الشاعر السيد جواد بن السيد نعمة الصافي بقوله:

يراعي في هواكم لم يداهن   وقرطاسي بحبكم يراهن
ولي حسن وعندكم محاسن   وخطي دون خطكم ولكن

 

كمال المرء ليس بما يخط ويعتبر مؤرخو الأدب مجلسه العلمي والأدبي من المجالس العلمية التي حفظت للعربية آدابها


1- رسالة طرائف الأهواز وهي رسالة طريفة جدا.

2- رسالة الدر النضير في الرد على ابن أبي الحديد.

3- ديوان شعره.

4- له نثر رائق وسجع تضمنتها مراسلاته واطلعت على واحدة منها وهي رسالة تهنئة وجهها لصديقه الشيخ خزعل أمير امارة عربستان سابقاً يبدأها ببيتين من الشعر يقول فيهما:

طير المحبة قد غنى بتغريد
  هنا المعز بيوم الفتح والعيد
كأنه يوم ولت صيده فرقا
  حسبته من فتوحات ابن داوود

 

وهذه الآثار موجودة لدى أحفاده وفيما يلي نماذج من شعره وهي قصيدة في مدح النبي (ص) وآل بيته عليهم السلام ويفتخر ويعتز بهم:

آبائي الغر الذين بدينهم
  دان القريب بدينهم والداني 
هم سادة الكونين والدين الذي
  جاءوا به هو سيد الأديان
ضربوا خراطيم العناد بصارم
  أفنت مضاربه بني ساسان
إن كنت تسأل عن مقام أرومتي
  سل هل أتى من محكم القرآن
وبراءة سلها وسل من بعدها
  حم ثم وسورة الرحمن
والنجم ما قصت من المعراج في
  آياتها من محكم التبيان
سل وفد نجران بأي خزاية
  من أمرهم عادوا الى نجران
علم الأساقف انهم لو باهلوا
  لم يبق فوق الأرض من نصراني
أو تشجر الأبطال في أصلابهم
  بيض الضبا وعواسل المران
قومي اولاك ومعشري وأرومتي
  ولهم ولاي ومفزعي وأماني

 

ومن شعره في تمجيد الله ومدح النبي:

لا هم أنت الواحد الفرد الصمد
  لم تتخذ صاحبة ولا ولد
ولست مولوداً تعالى منك جد
  الأول الأول في سر الأبد
والواجب الدائم لا يغرى لحد
  من حدنا الواجب فيه أن يحد
حد افتراء وبحد من جحد
  أرسلت للناس رسولا لا معد
أرسلته لطفاً لتقويم الأود
  وقامعاً من كان أفاكاً أكد
بكل هندي يقد الهام قد
  ليس بقي منه لبوس ذو زرد
قدره داود فيما قد سرد
  وخير أصحاب وجبريل مدد 
فأسفر البدنى الى خير بلد
  واستخلف الخيرة من خير عبد
وخير من صام وصلى وسجد
  آل النبي المصطفى أهل الرشد
من لم يوالهم تولى ومرد
  ديني هذا يا عزيز لم يكد
فانه ذخر أحق ان يعد
  للحشر والنشر وذا خير العدد
فاحفظه أنت الحافظ الفرد الأحد
  في القبر والنشر وعن المحتشد

 

وقد أعقب رحمه الله ثلاثة من الأعلام كلهم علماء وأدباء فضلاء أكبرهم العلامة المرحوم السيد محمد جعفر والعلامة المرحوم السيد نعمة وفضيلة العلامة السيد عبد الوهاب الصافي.

العلامة السيد محمد بن السيد الصافي

TOP