العلامة الأكبر السيد الصافي طاب ثراه

من كتاب الوافي في أحوال آل السيد الصافي "طاب ثراه"


توفى أبوه وأخوه السيد جعفر وعمره لم يتجاوز الثلاث سنوات وهو الوحيد في عائلته الذي نجا من الطاعون فنشأ ولم يسمع حوله إلّا التنهدات لما أصاب أسرته من جراء الوباء الجارف وما جره عليها من ويلات وقد انتهزت الأيدي الأثيمة هذه الفترة فامتدت الى البيت العريق وانتزعت تراثه العلمي والأدبي والمادي ممثلاً بمكتبة جده واثار آله العلمية والأدبية ولقد كان في بداية نشأته طموحاً عالي الهمة فنشط في الدرس والتحصيل حتى بلغ منهما مبلغاً عظيماً جعله من أجل العلماء الذين يشار اليهم مجددا بذلك أمجاد أسلافه باعثاً لكيانهم العلمي والأدبي فوفق في ذلك غاية التوفيق وها هو خالد بآله آل الصافي وقد أعقب العلامة السيد الصافي ولدين علمين وجيهين وشاعرين هما المقدس العلامة السيد محمد وأخوه حجة الاسلام السيد علي وهما أبوا هذه الأسرة.


وقد نظم أحد أحفاد السيد الصافي الشاعر السيد جواد بن المرحوم السيد نعمة أرجوزة الصافي يقول فيها:

((أرجوزة آل الصافي))

لنا انتساب (للامام الكاظم)
  من عالم الى أديب عالم
ومن محام في القضاء بارع
  ومن طبيب و الى مزارع
وتاجر وحاذق في الهندسة
  وطالب مجتهد في المدرسة
ومن وزير وزعيم ثائر
  الى فقيه ورقيق شاعر
ومنهم كان وزير العدل
  حقق أقوالاً له بالفعل
وللمحامين غدا نقيبا
  نال شباباً ثقة وشيبا
من آل (صافي) في رحاب النجف
  سادة مجد أصفياء الشرف
قد رحلوا قدماً من الحجاز
  (للبصرة) الميناء في اجتياز
وبعض اخوانهم (المحمرة)
  مقامهم كانت هي المقررة
وأخوة جاءوا الى العمارة
  آل (بخات) هم وفي جداره
وفي الغري أحمد جد لنا
  يختار بدأ موطناً ومسكناً
من موطن البصرة قد جاءوا من
  (جبيلة) له بها كان الوطن
وابنه قد جاء باصطحابه
  (عبد العزيز) خير ابن نابه


كما نظم الصديق الشاعر محمد الشيخ علي البازي أرجوزة سماها ((المنهل الصافي في نسب السادة آل الصافي)) يقول فيها:

قال سمي المصطفى محمد
  أشكر من له الأنام تعبد
ثم الصلاة والسلام سرمدا
  على النبي الهاشمي أحمدا
وأهله وصحبه ومن تبع
  وكل قلب عند ذكره خشع
وبعد من حبي لآل الصافي
  المنهل العذب النمير الصافي
الموسويين لجد كاظم
  رب الحجى والزهد والمكارم
قد جئت ناظما لهذا النسب
  الثابت الأصل العريق العربي
مبتدأ باسم فتى الجود علي
  نجل الرضا الماجد ذي الفضل الجلي
ذاك أبو زيد نقي الأصل
  سما بخلق كامل وفعل
شهم علا في شمم وفي فكر
  أصالة تنمى الى عليا مضر
مجاهد قد ورث النضالا
  من قادة ما عرفوا المحالا
من حيدر الى الحسين الثائر
  لكاظم الغيظ أخي المآثر
ومن أبيه الماجد الفذ الرضا
  من حاز في الدنيا وفي الأخرى الرضا
مكافح من قادة (العشرين)
  مبرز في أدب ودين
وانه كان صريح القول
  مستهزأ بطولهم والحول
كريم نفس صادق باللهجة
  وقوله فصل قوي الحجة
وابن علي المكرمات زيد
  فرع سما وأصله تليد
قد حاز من أعمامه كمالا
  كما علا في شمم أخوالا
أما أخو الاريب زيد بن علي
  (لؤي) ذي الخلق الجميل الأمثل
غصن سما من دوحة شماء
  تنمى لجذر السدرة العصماء
علي الصافي الفتى العريق
  صنو رضا المجد له شقيق
هو الحقوقي الأديب العزيز
  راوية التاريخ (عبد العزيز)
وللفتى علينا اخوان
  ثلاثة كلهم وجدان
أولهم حبيبنا (الحسين)
  بحر فسيح دره مكنون
ارتقى مناصباً ذوات فضل
  آخرها صار وزير العدل
وللمحامين غدا نقيبا
  فكان ما بينهم محبوبا
انجاله الأول منهم (مصعب)
  طيب قلب كامل مهذب
وبعده الفرع النبيل (المنهل)
  من سلسل صافي النمير ينهل
وثالث الأولاد ذاك (المشعل)
  فتى لآيات الكمال مشعل
أما ابنه الرابع فهو (نوفل)
  في حسب أو نسب ذا أمثل
أولاء أنجال الحسين بن الرضا
  من جده حبيب طه المرتضى
و(فاتك) أخو علي كامل
  شهم عزوم حازم مناضل
قارع كل فوضوي أجنبي
  بعزمه القرم الأبي اليعربي
تاريخه يحفل بالجهاد
  ترسماً على خطى الأجداد
لفاتك أول نجل (صخر)
  خل الأبا مؤدب أغر
وللعلي ذي الحجا (محمود)
  أخ لكل ميزة محمود
ترب الصبا ذو السحنة البهية
  وشيمة من يعرب أبيه
اولاء أنجال الرضا نجل (علي)
  الكامل الفاضل من نسل العلي
أخو الرضا (محمد أمين)
  الجهبذ الزاهد والأمين 
محنك محقق أديب
  وعالم في فضله أريب
أنجاله الأول (يحيى) الشاعر
  صنو العلى والطيب المآثر
وبعد يحيى جاءه (صلاح)
  للاقتصاد همه الاصلاح
ثم (محمد) بنفس الدرب
  منافحاً عن اقتصاد العرب
أما الذي بعد محمد (حسن)
  صاحب حرف أمجد وذو فطن 
وللأمين الفذ من بعد حسن
  قد جاء (نوري) الفضل ذو الخلق الحسن
بعد محمد الأمين جاء (أحمد)
  الشاعر الفرد الأبي الأمجد
الثائر المعروف والمناضل
  والعيلم القرم النبيل الفاضل
كان كأحمد حكيماً ذا عبر
  وكالمعري ذائدا عن البشر
والبحتري كان فيما قد وصف
  وكان كالطائي في فخر السلف
اصيب في الصراع في لبنان
  بطلقة من فاقدي الوجدان
ثم قضى الأحمد في بغداد
  منافحاً عن عز حرف الضاد
نهاية حاز بها الشهادة
  ترسم الخطو بأهل قادة
مات وما أنجب بنتاً أو ولد
  والعلم عند الواحد الفرد الصمد
وبعد أحمد الأصيل (الهادي)
  نجل العلي القرم (عبد الهادي)
الهادئ الطبع صريح القول
  مترجماً أقواله بالفعل
ونجله عبد الكريم الأكرم
  وحسبه من فخره معلم
شمعة فضل بالنهى تحترق
  وكامل بكل خير ينطق
وهذه أسرة ذي الفضل الجلي
  جد علي الجود والنعمى علي
أما (محمد) فتى الألطاف
  أخو علي الفضل نجل الصافي
من سادة أطايب أكارم
  والكل منهم فاضل وعالم
محمد العفة ذو النجار
  والثابت الحازم في القرار
وهو الأديب الجهبذ المهذب
  ومن إليه المكرمات تنسب
أولاده الأكبر منهم (جعفر)
  شهم به كل الكماة تفخر
أنجال جعفر النسيب الفاضل
  أولهم (موسى) الأريب الكامل
والثاني وصفه النهى والجود
  هو الفتى الفذ الأبي (حمود)
وثالث في نهجه سليم
  مجتهد في عمل (كريم)
وبعد جعفر أخوه (نعمة)
  وأي فرد لا يحب النعمة
ونجله الزاهي (محمد حسين)
  شهم وشاعر بليغ فطين
ونجل نعمة النهى الجواد
  ذاك فتى عليائها (الجواد)
بعد جواد (كاظم) للغيض
  لكنه في فضله كالفيض
بعدهما جاء (محمد علي)
  بالطب عالم ومعتلي
وخامس الأنجال منهم (رؤوف)
  دكتور قانون بهم عطوف
وبعد نعمة ومن محمد
  (عبد الى الوهاب) قرم أصيد
الأمجد القاضي الفقيه العادل
  والشاعر الفرد الأبي الفاضل
ومن بنى (الرابطة العلمية)
  في نجف العزة والحمية
أولاده (محي) العلوم الأمجد
  يسمو به النيرين المحتد
ونجل محي غصن بان فارع
  (نهاد) حسن بالذكاء بارع
أما الحبيب بعد محي (نوري)
  لما قضى قضى به حبوري
وبعد نوري الفخر وافى (أسعد)
  لكل أسباب الكمال يصعد
أما الفتى الرابع ذا (عدنان)
  صفاته الأخلاق والوجدان
وآخر الأولاد شهم محترب
  رب النهى والحسن (عبد المطلب)
ونجله رب الكمال (ثائر)
  نجم بأخلاق الاباة ثائر
وان هذي أسرة لا تجحد
  أبوهم صنو الإبا محمد
فرعا نهى من دوحة زكية
  تسمو بافاق العلى بهية
وكان ذا الصافي أخا مبره
  لذاك قد صار شعار الأسر
أنجبه الشهم الكريم الحازم
  أخو المزايا الطيبات (جاسم)
وجاسم نجل الأريب الأمجد
  خل الاباء والنهى (محمد)
محمد نجل الفقيه (أحمد)
  من قد سما في خلق ومحتد
أما أبو أحمد (عبد العزيز)
  أكرمه الرب الجليل العزيز
بقصة يعرفها كل السلف
  أحداثها قد وقعت قرب النجف
جاء العزيز طالبا للعلم
  من (الجبيلة) بأعلى عزم
وكان يقضي كل ليلة جمعة
  في جامع (السهلة) يرجو الشفعة
ثم يصلي فجرها في الكوفة
  بجامع أفضاله معروفة
وذات فجر بينما يسير
  رأى حجارا ماله نظير
وبعد أن رآه أهل المعرفة
  قالوا له ذا حجر سامي الصفة
وبعد أن باعه للتجار
  أصبح ذا مال وذا عقار
شيد جامعا عظيماً في النجف
  من ماله أهدى له أغلى التحف
هندسة مقاول ذو جهد
  جاء إلينا من بلاد الهند
والناس عن عفو ودون قصد
  قد وصفوه جامعاً للهندي
وفي الحقيقة العزيز الباني
  والهندي ذا كمشرف للمباني

العلامة الأكبر السيد الصافي طاب ثراه

TOP